مقالات عامة
%PM, %15 %478 %2018 %13:%كانون1

ولادة يسوع، بهجة وسعادة!

كتبه
قيم الموضوع
(2 أصوات)

"لا تخافوا! فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب" (لوقا 10:2)

الإنسان بطبيعتهِ دائم البحث عن البهجة والسعادة، لكنه لن يجد البهجة والسعادة الحقيقيتين إلا في يسوع المسيح. فغاية ربنا يسوع المسيح من الولادة بالجسد كانت أن يكشف للإنسان عن بهجته وسعادته، لأن الإنسان مدعو لعيش البهجة والسعادة في الحرية المسيحانية. مع اقترابنا من الاحتفال بعيد ميلاد (تجسُّد) ربنا يسوع، هنالك سؤال موجَّه لكل واحد منا: كيف أعيش هذا العيد بملء البهجة والسعادة؟ وسؤال آخر أكثر عمقًا: أين أعيش هذا العيد أي يسوع المسيح؟

قبل ألفي عام، البهجة والسعادة كانتا مقتصرتين على عائلة فقيرة في بيت لحم فقط، لأن كثيرين ما كانوا يعرفون بأن الله تجسَّد طفلًا هو يسوع ابن مريم أمه ويوسف مربيه. أما اليوم، فنحن أمام حقيقة عظيمة إن أدركنا وفهمنا بأن يسوع قد تجسَّد ويتجسَّد في كل لحظة من حياتنا من خلال أعمالنا وتعاملنا مع الآخرين.

احتفالنا بعيد ميلاد ربنا يسوع هو دعوة لتجديد علاقتنا مع ربنا ومن ثم تجسيدها مع أخينا الإنسان مهما كان عرقه ولونه وشكله، فنجعل من هذه الحدث مناسبة حية ومهمة في حياتنا.

ولادة الطفل يسوع، يجب أن تكون في قلوبنا وأفكارنا وحياتنا، ولادة جديدة مفعمة بالبهجة والسعادة، تنعكس بالتالي على أعمالنا فنجسدها في واقع الحياة وتفوح منها رائحة الطفل الإلهي، يسوع، المفعمة بالحب، الخير والعطاء....الخ. فنكون مستعدين دائما لقبوله في حياتنا بدون خوفٍ أو رهبة لأن بشارته هي مفرحة دائماً.

هنيئا لكل واحدٍ منا إذ يدخل في الأجواء البهية لعيد ولادة الطفل يسوع، التي لا توجد كلمات تستطيع وصفها، فهي مملوءة من الحياة والرجاء، وربما لهذا كتب كثير من القديسين وآباء الكنيسة ميامر وتراتيل عن ولادة يسوع الطفل، لتساعدنا على الدخول في أجواء الميلاد والتسبيح لله المتجسد، نرددها في العيد، ونعلق عبارتها الأشهر فوق الشجرة أو المغارة التي نصنعها في بيوتنا وكنائسنا: "المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح لبني البشر" (لو ٢: ١٤).

ميلاد الطفل يسوع هو دعوة لنا إلى أن نخلق من عوائلنا عائلة مقدسة على مثال عائلة يسوع، مريم ومار يوسف، فهم أمثلة حية على عيش ملء الحب والفرح والاتضاع، معطين المثال الحقيقي الصالح لكل العائلات، حيث كل واحد منهم يعرف دوره وهدفه ومسؤوليته في الحياة.

نتضرع إلى الطفل يسوع، أن يمنحنا قوة وشجاعة كي نتقدم ونبادر في إعطاء البهجة والسعادة للآخر، وننقل بشرى التجسد إلى العالم أجمع بفرح. ونسأله أيضاً أن يعطينا قوة وفهمًا لندرك معنى العيد الذي عنوانه البهجة والسعادة....آمين.

 

48270646 547032019096597 8531789200192700416 n

قراءة 82153 مرات آخر تعديل على %PM, %15 %513 %2018 %14:%كانون1

2301 تعليقات

رأيك في الموضوع

الرجاء اكمل كل الحقول المؤشرة بعلامة *