مقالات عامة
%PM, %02 %734 %2018 %19:%أيار

لا تزرع الزؤان

كتبه
قيم الموضوع
(8 أصوات)

حسب مفسري الكتاب المقدس، يدلّ الزؤان على الشر، لذا استخدم يسوع الإشارة إليه في أحد الأمثال، للتمييز بين الخير والشر، فالزؤان نبات مرٌ بطبيعته شبيه بالقمح ينبت معه، لكن لا يمكن التمييز بينهما إلا بعد نموّ وإنبات السنابل‏.

‏لا تأتي زراعة الزؤان ‏في الحياة ‏إلا بغلّات الكراهية والحقد، لأن غاية الشر ليست إلا أن يدمر حياة الإنسان ويشوّه صورته ويطعن في وكرامته. أليس الأجدر بنا اليوم أن نَفلَح أرض حياتنا بشكل جيّد، وأن نهيئها ‏لنزرع ‏فيها ‏المحبة، ولاشيء سواها، فلا نترك مجالا للزؤان كي ينبت فيها؟ فربنا ‏يسوع المسيح يدعونا إلى أن تكون أرضنا جاهزة دائمًا ليزرع فيها ابن الإنسان كل ما هو خير لنا وللآخرين، فتعطي ثمارًا مئة ضعف وربما أكثر.‏

لو فكّر كل واحد منا يفكر أن يزرع الخير في حياته لنفسه وللآخرين، سنستطيع حينها أن نعيش حياة سعيدة مليئة من بركات الله. وقتئذٍ سنستطيع النظر إلى العالم بإيجابية وسيكون ‏من الممكن جدا أن يغمر التفاؤل حياتنا.

‏لا تزرع الزؤان في حياتك، ‏لا تمكّن الشرَّ من إفساد تلك الحياة التي أعطانا إياها يسوع هبة مجانية، والأحرى بنا أن نكرمها ‏‏وأن نجعلها مقدسّة دائماً وأن نخصصها لتمجيد اسم الرب.

كيف ننظر اليوم إلى الزؤان في حياتنا؟ ‏في الحقيقة الزؤان هو كل عائق أو حاجز يعترضنا في حياتنا محاولا باستمرار أن يبعدنا عن الله. نعلم أنه لابد من وجود الخير والشر في حياتنا اليومية، لكن، باستطاعتنا أن نختار بينهما (أن نزرع الحنطة أو الزؤان). وهذا ليس بالأمر السهل، فهو يحتاج إلى فهم عميق لمعنى الحياة وأن نكون أحراراً لاختيار الشيء الإيجابي لحياتنا عندها سنكون قادرين على التغيّر من الشر إلى الخير، ‏فلنسارع إلى هذا التغيير قبل يوم الحصاد، فحينها سيُجمع الزؤان للحرق أما الحنطة فإلى مخازنها، اِزرع حنطة، اِزرع محبة الله اللامتناهية، فتتزين حياتك والآخرين بجمالها.

نطلب من ربّنا أن يساعدنا على قلع الزؤان من حياتنا، منمياً محبته في أذهاننا وأعمالنا. مبعداً عنّا كل الأهواء الشريرة المؤدية بنا إلى الهلاك، ونسأله أن يقربنا من صورته الخلاقة كي نشبع منها، ويغمرنا بفيض نعمه وإحساناته ... آمين.

قراءة 34804 مرات
المزيد في هذه الفئة : « اِنهض أيها الشاب …! كُنْ أنت! »

390 تعليقات

رأيك في الموضوع

الرجاء اكمل كل الحقول المؤشرة بعلامة *